خور دبي: شريان الإمارة

منعكساً على واجهة المبنى التقليدية يرحب هذا العمل التركيبي بزوار متحف الشندغة معلناً بداية جناح خور دبي: نشأة مدينة.

يتكون من سلاسل مترابطة تحتويها أطُرٌ نحاسية مضاعَفة، تستدعي مفاهيم الربط والتواصل التي كانت أساسية في النشاطات اليومية والتجارية حول خور دبي.

يستعيد الزوار هذه النشاطات مراراً وتكراراً من خلال التماهي الفعّال مع العمل التركيبي، والذي بملامسته، ينشّط الزوارُ الأضواءَ الديناميكية التي تسري عبر الشبكة.

عند لمس احدى أعمدة العمل الفني يقرأ الزائر تعليقاً وجيزاً ومؤثراً يعبر عن فكرة الربط والتواصل المستمر على ضفاف الخور.

الناس، علاقاتهم، والخور بحدّ ذاته هي العوامل الثلاثة الرئيسية التي أتاحت لدبي التكيف والتطور الدائمَين في السراء والضراء.

كان خور دبي ولا يزال عاملاً مهماً في تأسيس المكانة التجارية لدبي. كما كان مركزاً لتجارة اللؤلؤ في المدينة، والتي شكلت القطاع الرئيسي في اقتصادها.

كان الخور يقسم المدينة إلى منطقتين رئيسيتين - ديرة و بَرّ دبي.

يعكس هذا الوصف الديناميكي لخور دبي رمزياً ذاكرةً طافحةً بالحنين إلى الخور بوصفه شريان الحياة في المدينة على مدى أجيال، والشاهد على رؤية قيادته وتطلعها نحو النماء والازدهار.

في سالف الأيام، كان العبور بين ضفتي الخور، ينطوي على رحلة طويلة براً تستدعي الالتفاف من نهاية القناة، أو رحلة على متن "العبرة"، وهو قارب خشبي بمجاديف.

كما في الماضي، لا يزال هناك الكثير من الأنشطة المتواصلة على امتداد الخور، رغم أن التركيز لم يعد مقتصراً على التجارة فحسب، إذ لعبت السياحة دوراً مهماً في التنمية المستمرة للمدينة.

مجموعة مراكب تشقّ طريقها ذهاباً إياباً عابرةً الخور، بما يمنح الزوار إحساساً بمدى حيوية هذا الامتداد المائي في تاريخ دبي.

يشكل خور دبي والأحياء التاريخية المحيطة به موقعاً ذا قيمة عالمية حيث تشكّل المكونات الطبيعية والمعمارية والثقافية مشهداً حضرياً فريداً -

حيث تتمازج المؤثرات والعلاقات الإنسانية ضمن نسيج حيوي ومتناغم، بما يصون قيم التراث المادي وغير المادي.