فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية

التعمق في عالم دراسة النقوش

بواسطة Macquarie University

"بري كيلي" و"دكتور براين بالسن-ستانتن" والدكتورة "ألكساندرا وودز"

Sihel rock inscription (2015) من أعمال Susanne BinderMacquarie University

ما هي دراسة النقوش؟ 

أثار تاريخ مصر القديمة دهشت العالم على مدى قرون عدة. يدرس العلماء الأبنية العظيمة التي شيّدها المصريون ويدرسون فنّهم المبهر وتقاليدهم الدينية الغنية من خلال الهندسة المعمارية المصرية والكتابات والنقوش الزخرفية. وتُعرّف دراسة النقوش على أنها عملية توثيق النقوش الزخرفية والكتابات القديمة ودراستها. 

Professor Boyo Ockinga with students (2015) من أعمال Susanne BinderMacquarie University

الأبحاث العلمية 

عمل العديد من العلماء، من مختلف المناطق والثقافات والحقبات الزمنية في مجال توثيق النقوش المصرية القديمة ودراستها. ونذكر منهم العلماء اليونانيين والرومانيين من الفترة الكلاسيكية والعلماء العرب من القرون الوسطى والعلماء الأوروبيين من القرن التاسع عشر وما بعد. 

وكانت الكتابة الهيروغليفية اللغزية أكثر ما أثار حيرة هؤلاء الباحثين على مدى قرون. 

LIFE Photo Collection

"هيرودوت" 2.36.4، الأستاذ المساعد "إيفانز"، اتجاه الكتابة المصرية
00:00

مساعٍ رومانية ويونانية 

بذل العلماء اليونانيون والرومانيون جهدًا ملحوظًا في محاولة تفسير الرموز الهيروغليفية المصرية القديمة، وتم توثيق هذه المساعي بتفاصيلها. مع ذلك، ما لم يدركه العلماء حينها هو أنّ الرموز الهيروغليفية هي بمثابة أحرف أبجدية وليست مفهومًا رمزيًا فرديًا كما اعتقده جميعهم، علمًا بأنّ العديد غيرهم وقع بالخطأ نفسه. 

"هيرودوت" 2.36.4، الأستاذ المساعد "إيفانز"، أنواع الكتابة المصرية
00:00

هيرودوت

اعتقد "هيرودوت"، وهو مؤرّخ يوناني بارز عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، أنّ المصريين كانوا يكتبون باتجاه معاكس للاتجاه المعتمد في الكتابة اليونانية وأنهم كانوا يستخدمون خطَّين للكتابة، وهما الخط "المقدس" والخط "الديموطيقي". وبعكس ما اعتقده "هيرودوت"، كتب المصريون باتجاهات مختلفة كما استخدموا أكثر من خطَّين في كتاباتهم. 

Sheet from the Tale of Two Brothers, Papyrus D'OrbineyBritish Museum

مساعٍ عربية في العصور الوسطى 

وعلى غرار الكتّاب السابقين في الفترة الكلاسيكية، أبدى أيضًا الكتّاب العرب في العصور الوسطى إلمامًا واسعًا بالهيروغليفية المصرية كما بذلوا جهودًا كبيرة في محاولة فك رموز هذه اللغة. 

في الواقع، نجح بعض الكتّاب العرب في تفسير بعض الرموز الهيروغليفية بشكل صحيح، كما تمكنوا من تحديد ثلاثة خطوط كتابة مختلفة: الديموطيقية والهيراطيقية والهيروغليفية. 

Top Afri (N) Egypt Cairo Engravings Only 6LIFE Photo Collection

مساعٍ مصرية في العصور الوسطى 

لم يوفر العلماء المصريون، شأنهم شأن سائر العلماء قبلهم، أي جهد في دراسة الكتابات القديمة. على سبيل المثال، يُقال أنّ أيوب بن مسلمة، وهو عالم مصري عاش في القرن التاسع، امتلك خبرة واسعة في الكتابات المصرية القديمة، وترجم عددًا من النصوص القديمة المنقوشة في الأهرام ومعالم أخرى. 

LIFE Photo Collection

مساعٍ أوروبية 

عند محاولة تفسير نظام الكتابة الهيروغليفية المعقّد، ارتكز العلماء الأوروبيون على ما توصلت إليه الدراسات التي أجراها العلماء العرب من قبلهم، وقلّما ذُكر هذا الأمر في النصوص التوثيقية لهذه الأعمال. قاد علماء مختلفون من القرن الثامن عشر البعثات الأثرية الأوروبية في مصر، كما نجحوا في جمع معلومات قيّمة حول الكتابات المصرية القديمة. 

LIFE Photo Collection

كارل ريتشارد ليبسيوس 

قاد العالم الألماني "كارل ريتشارد ليبسيوس" إحدى أكبر البعثات الأثرية في مصر في أوائل القرن التاسع عشر. ونتجت عن أعمال هذه البعثة التي دامت لمدة ثلاث سنوات دراسات للنقوش تُعتبر من الأعمال الأكثر شمولية في هذا المجال، كما أثنى عليها الكثيرون باعتبارها من مجموعات النصوص الأغنى والأكثر دقة حتى يومنا هذا. 

The Rosetta Stone (-196/-196)British Museum

جان فرانسوا شامبليون 

قاد "نابليون بونابرت" عام 1798 حملة عسكرية على مصر، أدّت إلى اكتشاف حجر رشيد الشهير. 

وتضمّن الحجر نصًا مكتوبًا بثلاث لغات: اليونانية والديموطيقية والهيروغليفية. درس العالم الفرنسي "جان فرانسوا شامبليون" الكتابات القديمة المنقوشة على هذا الحجر وفي عام 1822، نجح في فك الرموز الهيروغليفية مستعينًا بمعرفته باللغة الديموطيقية واليونانية. 

Kristian Vertes tracing (2018) من أعمال Kristian VertesMacquarie University

تقنيات توثيق النقوش 

تنوّعت التقنيات الأولى لتوثيق النقوش، واشتملت على النسخ الاستشفافي والرسم المبدئي وتقنية ضغط أوراق ترشيح رطبة على النقوش للحصول على نُسخ متعددة منها. وبدأ العلماء في اعتماد التصوير الفوتوغرافي في دراسة النقوش بدءًا من عام 1890 تقريبًا بعد أن تم ابتكار تقنية Chicago House Method، وهي منهجية مبتكرة في معهد Chicago House. 

Illuminating and Shading Inscriptions at Abu Simbel (1906-01/1906-02) من أعمال James Henry BreastedInstitute for the Study of Ancient Cultures Museum

تقنية Chicago House Method 

في عام 1890 تقريبًا، ابتكر "جيمس هنري برستد" تقنية لتوثيق النقوش (Chicago House Method) اقتضت استخدام صور فوتوغرافية كبيرة الحجم. وفقًا لهذه التقنية، يتم إنشاء الصور الفوتوغرافية مع تضمين الرسومات الخطية فيها، كما تتم إضافة التصحيحات إليها في الموقع. وتضمن هذه التقنية الرائدة نقل تفاصيل النقوش المهمة بأعلى دقة ممكنة. 

Kristian Vertes penciling on tablet (2018) من أعمال The Epigraphic Survery of the Oriental Institute, Univeristy of ChicagoMacquarie University

دراسة النقوش الرقمية 

شهدت دراسة النقوش تطورًا كبيرًا خلال فترة تطبيقها التي امتدت على مدى سنوات عديدة. في الواقع، يبحث علماء النقوش عن الأدوات والتقنيات الأكثر فعالية لإنجاز عملهم، بدءًا من النسخ الاستشفافي للنقوش على جدران المقابر باستخدام الورق والرصاص ووصولاً إلى النسخ الاستشفافي للصور الرقمية باستخدام جهاز لوحي للرسم وبرامج الكمبيوتر. يتضمّن موقع digitalEPIGRAPHY الإلكتروني مزيدًا من التفاصيل. 

Professor Ockinga within tomb of Harkhuf (2015) من أعمال Susanne BinderMacquarie University

دراسة النقوش اليوم 

بعد أن شهدت دراسة النقوش تطورًا سريعًا تماشيًا مع ابتكار "برستد" لتقنية Chicago House Method وظهور أدوات رقمية وتقنيات أكثر تطورًا، أصبح بإمكان علماء النقوش دراسة النقوش الزخرفية والكتابات القديمة بطرق أسهل وأقل تعقيدًا من ذي قبل. 

Screenshot of Fabricius Workbench (2020) من أعمال Google Arts and CultureMacquarie University

دراسة النقوش في المستقبل 

تسمح تقنية المسح التصويري بنسخ جدار كامل من المشاهد الرسومية وتوثيق هذه النقوش ضمن صورة واحدة، كما تتوفر أيضًا برامج كمبيوتر من شأنها ترجمة الرموز الهيروغليفية إلى الإنجليزية. انقر هنا للاطّلاع على برنامج مماثل تبتكره Google حاليًا. 

معلومات حقوق الطبع والنشر: المقال

بري كيلي الدكتور براين بالسن-ستانتن   شكر خاص لكل من: الدكتورة أليكس وودز الدكتور تريفور إيفانز الدكتور بويو أوكينغا   المراجع: 


Abt, J. (1998), ‘Drawing over Photographs: James H. Breasted and the Scientizing of Egyptian Epigraphy, 1895–1928,’ in Visual Resources, Vol. 14, No. 1, 19–69.

Adkins, L., and Adkins, R. (2001), The Keys to Egypt: The Race to Read the Hieroglyphs, HarperCollinsPublishers, London. 

Caminos, R., and Fischer, H. (1976), Ancient Egyptian Epigraphy and Palaeography: The Recording of Inscriptions and Scenes in Tombs and Temples by Ricardo Caminos and Archaeological Aspects of Epigraphy and Palaeography by Henry Fischer, Metropolitan Museum of Art, New York.

El Daly, O. (2005), Egyptology: The Missing Millennium: Ancient Egypt in Medieval Arabic Writing, UCL Press, London.

Samaan, M., et. al. (2016), ‘Close-Range Photogrammetric Tools for Epigraphic Surveys,’ in ACM Journal on Computing and Cultural Heritage, Vol. 9, No. 3, Article 16, 1-18.

West, S. (1985), ‘Herodotus’ Epigraphical Interests,’ in The Classical Quarterly, Vol. 35, No. 2, 278-305. 

Vértes, K. (20018), ‘About Us,’ digitalEPIGRAPHY: In Association with the Epigraphic Survey, digitalEPIGRAPHY  

ملكية المحتوى: جميع الوسائل
يمكن أن يتمّ إنشاء المقالة المقدَّمة في بعض الحالات بواسطة جهة خارجية مستقلة، وقد لا تمثِّل دائمًا وجهات نظر المؤسسات (المدرجة أدناه) التي قدّمت المحتوى.
استكشاف محتوى إضافي

هل أنت مهتم بموضوع Food؟

يمكنك تلقّي إشعارات من خلال الاشتراك بنشرة Culture Weekly المخصّصة لك

انتهت عملية الاشتراك.

ستصلك أول نشرة Culture Weekly هذا الأسبوع.

تطبيقات Google