نظرة عن كثب على أعمال "محمد خدة" التجريدية

أسر الفن التجريدي الغربي خيال "خدة"، ولكنّه لم يتّبع فكرة "المناظير المتعددة"، التي تعني النظر إلى كائن أو شخص من أكثر من زاوية في الوقت نفسه، إذ كانت هذه الفكرة حَجر الزاوية بالنسبة للفنانين التكعيبيين، ولكن "خدة" فضَّل أن يواصل رسم أسطُحه التجريدية من منظور واحد.

...مع "إشارات" مصوَّرة بشكل واضح تستمِد شكلها من فن الخط العربي. وقد أحدثت توليفة "خدة" من هذين العنصرَين، اللذين تميّز أحدهما بالحداثة والآخر بالتراثية العتيقة، تأثيرًا في زمانه ولا يزال تأثيرها مستمرًا حتى يومنا هذا، فنراها تظهر على سبيل المثال في أعمال فنان الشارع التونسي الفرنسي "إل سِيد".

بعد أن قضى "خدة" عشرة أعوام في أوروبا، عاد إلى الجزائر وعمل بجِد ليكوِّن مشهدًا معاصرًا لشباب الفنانين الجزائريين. وأسّس "رسامي الإشارة" و"مدرسة الإشارة" في عام 1967 ليواصل طرح رؤيته لأعمال "إشارات" الخط العربي على الخلفيات التجريدية. وقد غيَّرت لوحات "خدة" وأعماله المجتمعية تاريخ الفن الجزائري تغييرًا سيدوم إلى الأبد.