A lady walks a dog in Al Manara

لقد ولدتُ ونشأت في دبي، وكنت شاهداً على التغيرّات الذرية السريعة التي شهدتها هذه المدينة على مدار الثلاثين عاماً الماضية، فأذكر على سبيل المثال عودتي من عطلة صيفية قضيتها في الهند لأرى قطعة أرض فارغة في الموقع الذي كانت سينما ستراند الشهيرة تقف عليه سابقاً. وعلى الرغم من ارتفاع ناطحات السحاب على مر السنين مُشَكّلة ظلالاً جديدة، إلا أنني لطالما وجدت راحتي في المناطق الأقل "بريقاً" في دبي. فأنا أحب المقاهي الجديدة ومفاهيم الطعام الجديدة التي ازدهرت في المدينة، وأحب قضاء الأمسيات في الحديقة أو الشاطئ أو القيادة في أحياء جميرا أو الكرامة أو القوز.

لقد استمتعت بهذا المشروع لأنه منحني الفرصة لإظهار "جانبٍ مختلف من دبي"، على الرغم من أن هذا المصطلح يستخدم الآن بشكلٍ مفرط، ويمكن اعتباره كإشارة إلى أحياء الفهيدي أو الخور أو الديرة على وجه التحديد. وعلى الرغم من ذلك ومن منظوري الشخصي، فإنني اعتبر ذلك "الجانب المختلف" مرتبطاً بشكلٍ أكبر بالحياة اليومية للمدينة حيث تكمن الإنسانية. وعلى الرغم مما تسمعه من المتهكّمين، فإن دبي هي مدينة حقيقية ذات سكانٍ حقيقيين يساهمون بشكل فاعلٍ في بوتقة الثقافات المتنوّعة التي تميّز المدينة. وفي يسكن العديد مدينة دبي لفترة مؤقتة لا تتجاوز العامين، إلا أن غيرهم من المقيمين هم موجودون منذ سنواتٍ طويلة. وفي حين قد تجعل هذه الإقامة الوجيزة عملية تكوين الصداقات أو العلاقات الهادفة أمراً صعباً إلى درجة ما، إلا أنه جزءٌ من السحر سحر المدينة، حيث يُعد بذل الجهد للتواصل مع الأشخاص خارج نوادي الشاطئ أو الأماكن الليلية أو تطبيقات المواعدة جزءاً من عملية اكتشاف مدينة دبي على حقيقتها. ولحسن الحظ، فقد تعرفتُ على عالم التصوير الفوتوغرافي عبر تطبيق إنستجرام. ‏ومن خلال التصوير الفوتوغرافي، تعرفت على مجتمعٍ من الأشخاص الرائعين المتواضعين والمغامرين اللطفاء، والذين اتخذوا من هذه المدينة موطناً لهم تحت واجهتها اللامعة الباهرة.