Dubai International Financial Centre

وصلت للإقامة في مدينة دبي في عام 1992 في عيد ميلادي الثامن عشر المصادف في منتصف شهر مايو. وبعد بضعة أيام، ذهبت إلى إحدى الصحف المحلية وسألت عما إذا كانت لديهم أية وظائف شاغرة للمصورين. كنت أنوي البقاء في المدينة لعشرة أيام فقط.، إلا أنني وجدت نفسي بعد قضائي 7 أشهر فيها وقد زرت جميع شوارعها الخلفية، وحضرت كافة فعاليات الافتتاحات وقص الأشرطة، وترددتُ على موقع البناء ملتقطة أكبر عدد ممكن من الصور المثيرة للاهتمام.

إن جميع المواقع التي قمت بتصويرها في هذا المشروع هي مألوفة بالنسبة لي، بعضها تعرفت عليه مؤخراً مثل الأكسبو وشارع البوابة في مركز دبي المالي العالمي، في حين يجعلني البعض الآخر أشعر بالحنين إلى الماضي مثل موقع منطقة السطوة بأسطح منازله ومباريات الكريكت المغبرة في أزقته التي عشت فيها 18 عاماً، أو مباريات لعبة البيسبول عند غروب الشمس في حديقة بحيرة القوز، حيث كان يلعب أخي وابنته البيسبول قبل عقدين من الزمن. ومن خلال تصويري لتلك المواقع، التقيت بـ “راي" من الكاميرون الذي وصل لتوه إلى الدولة، وهو حارس مرمى خبير ذو لكنة أمريكية يُجيد الفرنسية والصينية، كما تبادلت أطراف الحديث مع صانعي الخبز، وسائسي الخيول، ولاعبي الكريكت والبيسبول، والمتنزهين عند غروب الشمس، وتذكّرت عندها حبّي لتنوّع الناس هنا في دبي. إن الخروج والعودة إلى زيارة بعض الأحياء القديمة والتقاط الصور هو فعلٌ تأملي في حد ذاته، وهو ما يبقيني شغوفة بهذه المدينة ومتأصلًة فيها.