فرانسوا كيناي كان اقتصاديًا فرنسيًا وطبيبًا في المدرسة الفيزيوقراطية. يُعرف بنشره «الجدول الاقتصادي» عام 1758 الذي وفر الأساس للأفكار الفيزيوقراطية. ربما كان هذا العمل أول من حاول وصف طريقة عمل الاقتصاد بطريقة تحليلية، ولهذا يمكن النظر إليه على أنه من المساهمات المهمة الأولى في الفكر الاقتصادي. يصف عمله الاستبداد في الصين، الذي كُتب في عام 1767، السياسة والمجتمع الصينيين، ودعمه السياسي للاستبداد الدستوري. ولد كيناي عام 1694م، ودرس الجراحة وحصل على اجازة في علوم الطب وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وأصبح طبيب القصر لمدام دي بمبادور عشيقة الملك، ثم ترقى لمنصب طبيب الملك لويس الخامس عشر من بعد، وبفضل تفوقه الفكري أستطاع أن يجتذب قلوب رجال البلاط الملكي والبارزين في الدولة حيث كان يعقد معهم ندوات في مجلسه بداره، وتمكن من خلالها أن ينشأ آرائه في الأمور الاقتصادية، ومن الذين يحضرون مجلسه وندواته ميرابو، ودبونت دي نيمور، وروبرت جاك ترجو، الذي أصبح فيما بعد وزيرا للمالية لدى الملك لويس السادس عشر. ويرى كيناي أنه في ظل النظام الطبيعي، تكون أسعار السلع الصناعية أعلى من أثمان المواد المصنوعة منها وذلك بنسبة ما يستهلكه العمل المخصص لها من نفقة. وعلى ذلك يجب أن تكون الأسعار على أساس نفقة العمل. ولقد مهدت هذه الأفكار الطريق لبناء نظرية الاقتصاديين الكلاسيكيين.