دبي: حيث تتعايش الثقافات في تناغم إبداعي فريد

 
في وقتنا الحالي، يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضرية، وعلى مدار التاريخ، كانت هذه المناطق شاهدًا على التغيرات الحضارية واستطاع فيها الأفراد والمؤسسات النشطون أن يجتمعوا معًا لإلهام وخلق مستقبل مستدام.

إن بناء اقتصاد إبداعي قابل للدعم، والذي يمكن ترسيخه في ثلاثة قطاعات رئيسة ألا وهي الإعلام والترفيه، والفنون والتراث الثقافي، والخدمات الإبداعية بين الشركات؛ يُمكن أن يُسهم في نجاح مدينة أو يُقوّضه. يُشار إلى الثقافة والإبداع بصفتها إحدى الركائز الدافعة والهامة في أجندة التنمية المستدامة 2030 التي حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ينبغي أن تتوفر مجموعة متنوعة من المهارات بين سكان أي مدينة من أجل تحقيق النجاح 

يجب أن تكون المدينة الإبداعية حقًا مكانًا يحدث فيه الإبداع وحيث يتم استهلاكه.

تحتاج المدن الإبداعية إلى فهم كيفية الاستفادة من مساحاتها، للتأكد من أن تصميم بنيتها التحتية يتيح المجال للتفاعل والتواصل وبناء العلاقات

كما أن هنالك حاجة لإيجاد توازن بين الاستقرار والتقاليد والتميز في الطابع الذي تتسم به المدينة.

يجب أن تكون المُدن الإبداعية واثقة من إنجازاتها السابقة وأن تكون على استعداد لدعم المشاريع الجديدة - وأن تكون منفتحة على إمكانية عدم النجاح.

تم اختيار دبي كمدينة مبدعة في التصميم وإضافتها إلى شبكة اليونسكو للمدن العالمية المبدعة في العام 2017.

ومع التطور الكبير الذي تشهده دبي، تعمل العديد من العناصر الأخرى ضمن المنظومة الثقافية في المدينة على تقوية وتنويع مشهدها الإبداعي، فعلى سبيل المثال، أصبحت مناطق المجمعات الإبداعية نماذج معترف بها ويجري استنساخها في المدن المختلفة حول العالم.

إن روح ريادة الأعمال التي تتمتع بها دبي، إلى جانب قدرتها التنافسية، والسعي وراء تحقيق النجاح والمكاسب، وكونها نقطة التقاء بين الشرق والغرب، جميعها تعتبر عوامل حاسمة لازدهار المدينة.

 هناك ارتباط ملموس بين النمو السريع الذي تشهده دبي كمدينة جاذبة للاستثمار الأجنبي والسياحة، وكيف قامت ببناء بنيتها التحتية في مجال الفنون والثقافة بنضج ورقيّ متزايدين. 

لقد تحققت الإنجازات الفريدة لدبي كمدينة إبداعية ضمن إطارين زمنيين محددين: 50 عامًا منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة و 15 عامًا منذ وصول دار كريستيز للمزادات وتنظيم أول معرض لـ "آرت دبي" وافتتاح معارض "آرت دبي كونتمبراري" للفن المعاصر.

وبطبيعتها العالمية، تُثبت مدينة دبي أنه يمكن لـلـ 190 جنسية التي تحتضنها أن تتعايش بسعادة وأن تتعلم من بعضها. يقع على عاتق المدن مسؤولية توفير مساحات آمنة لسكانها.

إن هذه المساحات البينيّة تتيح اللقاءات العَرَضية، وتجعل من الممكن الشعور بالمفاجأة، وترعى أكثر اللحظات إبداعًا، وتحقق الترفيه في حياتنا، وتجعلنا سعداء لحدوثها.