شكّلت شجرة النخيل للعائلة الإماراتية مصدر خير وفير، ونفع كبير في كل مكون من مكوناتها، فعلى جذوعها أقيمت البيوت ودعاماتها وهيكلها، وبسعفها المتوفرة على مدار العام، بنيت الجدران والسقوف.
تعتبر صناعة الخوص (نسج سعف النخيل) جزءاً من تراث الإمارات العربية المتحدة وواحدة من أقدم المهن التي لا يزال العمل بها مستمراً إلى تاريخنا هذا، وخاصةً في الأسواق التقليدية.
يصعب تحديد عمر هذه المهنة جرّاء سرعة تحلل موادها الخام العضويّة، لكن علماء الآثار عثروا على بقايا بيوت مصنوعة بالكامل من النخيل في مواقع يعود تاريخها إلى القرون الوسطى في المنطقة.
وتنتمي حرفة صناعة السلال والأواني الأخرى إلى الماضي ، وهي من أقدم الحرف التي برع فيها الإنسان وقد امتهنتها الشعوب في جميع أرجاء العالم.
Products that can be made from Al khousثقافة دبي وتراثها
ساهمت حياة البداوة لدى سكّان شبه الجزيرة العربية في جعل شجرة النخيل شريان حياتهم ومحورها. حيث كانوا وما زالوا ينسجون من سعفها السلال والأطباق المختلفة والحصائر والصواني وخُرُوج الدواب والجمال.
استمدت صناعة الخوص مادتها الخام من شجرة النخيل، وشكّلت النساء الغالبية العظمى من مزاولي هذه المهنة المتوارثة، وقد أظهرن مستويات عالية من الخبرة والمهارة في ممارسة هذه المهنة في بيوتهن.
ويُعرف الخوص بأنه أوراق النخيل المنسوجة يدوياً ويستخدم تقليدياً في بناء الأسقف والحصائر، إذ يتم جمع سعف النخيل الجافّ وتقطيعه وغسله قبيل عملية النسج. كما يمكن صبغ السعف بطرق طبيعية وألوان مختلفة مثل الأرجواني والأخضر والأحمر.
أولى خطوات هذه الحرفة تتمثل بنشر خشب النخيل تحت أشعة الشمس وتركها حتّى تجف، ثم يتم تقسيم الخشب وفقاً للطول وتجميعه في حزم تنقع في الماء حتّى تلين.
وفي النهاية تتم خياطتها وضمّها إلى بعضها على هيئة نسيج، وتقليم أطرافها وإزالة الأشواك عنها بالسكين، وحينها تصبح جاهزة لتطلى بصبغة خاصة.
Al Khous (weaving palm fronds)ثقافة دبي وتراثها
تتنوع منتجات الخوص بأحجامها وألوانها وأشكالها المختلفة، ولها أن تكون مفارش للمائدة وحقائب وقبعات ومراوح يدوية ومكانس وحصائر وسلال وعلب لحفظ الأطعمة والبلح، تزين في الغالب برسومات. ولعل أكثر صفتين ملازمتين لهذه الحرفة هما الدقة والمهارة الفائقتين.
For more Heritage Stories check out Burqa'a
هل أنت مهتم بموضوع Sport؟
يمكنك تلقّي إشعارات من خلال الاشتراك بنشرة Culture Weekly المخصّصة لك
انتهت عملية الاشتراك.
ستصلك أول نشرة Culture Weekly هذا الأسبوع.